الإحساس بالعطش خاصية بيولوجية تعبر عن نقص يتعين إزالته و إشباعه لاستعادة حالة التوازن و يسمى هذا النوع بالحاجة ، و يتضح أنها ملحة و ضرورية ، و أن عدم إشباعها يهدد التوازن الداخلي للكائن ، أي حياته و بقاءه ، ومن الأمثلة على ذلك : الأكل ، الشرب ، النوم ، و الحماية ...
أما الميل إلى حيازة الذهب و ما شابه ذلك من الميول فيسمى الرغبة، و هي ميل مكتسب تساهم الثقافة في تنميه و خلقه، نذكر على سبيل المثال : اقتناء الألبسة الحديثة ـ الاستجمام في البحر ، الحصول على وسائل الرفاهية ، و التدخين لدى البعض ...
وقد تتحول الرغبات أحيانا إلى ما يشبه الحاجات عندما تتخذ طابعا ضروريا و ملحا كما حدث في قصة المسافر و الذهب، أو كما يعبر عن ذلك من خلال الواقع الموضوعي، حيث نجد البعض يتخذ من الطعام شكل رغبة و فقط ،بعد انتقاله من كونه حاجة ضرورية و ملحة قد تهدد توازن الكائن الحي في حالة عدم الإشباع إلى تلك الرغبة عن طريق مثلا : تغيير أصناف و أشكال الطعام و الرغوب عن بعض الأنواع منه..، وكذلك بالنسبة للرضيع إذ يبدأ ارتباط الرضيع بثدي أمه كتعبير عن الحاجة إلى التغذية بوصفه كائنا حيا ، و سرعان ما تتحول إلى رغبة في الشعور بالأمان و الحماية و التخلص من الخوف و القلق الاضطهادي و الدوافع التدميرية.
و هناك أيضا نوع آخر من الرغبات و التي تكون مصحوبة بالتصميم و الوعي و المثابرة و تسمى : الإرادة ، و هي الفعل و القدرة على الاختيار بين عدة إمكانيات اختيارا واعيا مصحوبا بتدبير و تقدير ومحاكمة عقلية للأمور .
محمد رياض